والدليل على هذا
الترتيب الحديث الذي رواه مسلم عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم؛ قال: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ،
فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا
فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ
سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا» ([1]).
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية ([2]) رحمه الله: «فقدم
النبي صلى الله عليه وسلم بالفضيلة بالعلم بالكتاب والسنة، فإن استووا في العلم؛
قدم بالسبق إلى العمل الصالح، وقدم السابق باختياره إلى العمل الصالح -وهو
المهاجر- على من سبق بخلق الله وهو كبر السن» انتهى.
وهناك اعتبارات يقدم
أصحابها في الإمامة على من حضر ولو كان أفضل منه، وهي:
أولاً: إمام المسجد الراتب
إذا كان أهلاً للإمامة؛ لم يجز أن يتقدم عليه غيره، ولو كان أفضل منه؛ إلا بإذنه.
ثانيًا: صاحب البيت إذا كان
يصلح للإمامة؛ لم يجز أن يتقدم عليه أحدٌ في الإمامة؛ إلا بإذنه.
ثالثًا: السلطان، وهو
الإمام الأعظم أو نائبه، فلا يتقدم عليه أحدٌ في الإمامة، إلا بإذنه، إذا كان يصلح
للإمامة.
والدليل على تقديم أصحاب هذه الاعتبارات على غيرهم ما رواه أبو داود من قوله صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ وَلاَ فِي سُلْطَانِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ»([3]) وفي صحيح مسلم: «وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ،
([1])رواه مسلم: في كتاب: (المساجد ومواضع الصلاة)، باب: « من أحق بالإمامة » (673).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد