ويُسن للإمام أن يطيل
الركعة الأولى؛ لقول أبي قتادة: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يطول في الركعة
الأولى» متفق عليه ([1]).
ويستحب للإمام إذا
أحس بداخل وهو في الركوع أن يطيل الركوع حتى يلحقه الداخل فيه ويدرك الركعة؛ إعانة
له على ذلك؛ لما رواه أحمد وأبو داود من حديث ابن أبي أوفى في صفة صلاة النبي صلى
الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول في الركعة الأولى من صلاة الظهر، حتى لا يسمع وقع
قدمٍ ([2]). ما لم يشق هذا
الانتظار على مأمومٍ، فإن شق عليه تركه، لأن حرمة الذي معه أعظم من حرمة الذي لم
يدخل معه.
وبالجملة؛ فيجب على
الإمام أن يراعي أحوال المأمومين، ويراعي إتمام الصلاة وإتقانها، ويكون مقتديًا
بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، عاملاً بوصاياه وأوامره؛ ففيها الخير للجميع.
وبعض الأئمة قد
يتساهل في شأن الإمامة ومسئوليتها، ويتغيب كثيرًا عن المسجد، أو يتأخر عن الحضور،
مما يحرج المأمومين، ويسبب الشقاق، ويشوش على المصلين، ويكون هذا الإمام قدوة سيئة
للكسالى والمتساهلين بالمسئولية؛ فمثل هذا يجب الأخذ على يده، حتى يواظب على أداء
مهمته بحزمٍ، ولا ينفر المصلين، ويعطل إمامة المسجد، أو ينحى عن الإمامة إذا لم
يراجع صوابه.
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه.
****
([1])رواه البخاري: في كتاب: (صفة الصلاة)، باب: « القراءة في الظهر » (759)، ومسلم: في كتاب: (الصلاة)، باب: « القراءة في الظهر العصر » (452).
الصفحة 4 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد