وهذه الصفات تفعل
إذا لم يشتد الخوف، فإذا اشتد الخوف، بأن تواصل الطعن والضرب والكر والفر، ولم
يمكن تفريق القوم وصلاتهم على ما ذكر، وحان وقت الصلاة؛ صلوا على حسب حالهم،
رجالاً وركبانًا، للقبلة وغيرها يومئون بالركوع والسجود حسب طاقتهم، ولا يؤخرون
الصلاة، لقوله تعالى: ﴿فَإِنۡ
خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ﴾ [البَقَرَة: 239]،
أي: فصلوا رجالاً أو ركبانًا، والرجال جمع راجلٍ، وهو الكائن على رجليه ماشيًا أو
واقفًا، والركبان جمع راكب.
ويستحب أن يحمل معه
في صلاة الخوف من السلاح ما يدفع به عن نفسه ولا يثقله، لقوله تعالى: ﴿وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ
أَسۡلِحَتَهُمۡۖ﴾ [النِّسَاء: 102].
ومثل شدة الخوف حالة
الهرب من عدوٍ أو سيلٍ أو سبعٍ أو خوف فوات عدو يطلبه؛ فيصلي في هذه الحالة راكبًا
أو ماشيًا، مستقبل القبلة وغير مستقبلها، يومئ بالركوع والسجود.
ونستفيد من صلاة
الخوف على هذه الكيفيات العجيبة والتنظيم الدقيق: أهمية الصلاة في الإسلام، وأهمية
صلاة الجماعة بالذات؛ فإنهما لم يسقطا في هذه الأحوال الحرجة؛ كما نستفيد كمال هذه
الشريعة الإسلامية، وأنها شرعت لكل حالةٍ ما يناسبها، كما نستفيد نفي الحرج عن هذه
الأمة، وسماحة هذه الشريعة، وصلاحيتها لكل زمان ومكان.
نسأل الله أن يرزقنا
التمسك بها والوفاة عليها؛ إنه سميع مجيب.
*****
الصفحة 12 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد