ويباح الجمع بين
المغرب والعشاء خاصة لحصول مطر يبل الثياب، وتوجد معه مشقة؛ لأنه صلى الله عليه
وسلم جمع بين المغرب والعشاء في ليلة مطيرة، وفعله أبو بكرٍ وعمر.
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله ([1]): «يجوز الجمع للوحل
الشديد والريح الشديدة الباردة في الليلة الظلماء ونحو ذلك، وإن لم يكن المطر
نازلاً في أصح قولي العلماء، وذلك أولى من أن يصلوا في بيوتهم، بل ترك الجمع مع
الصلاة في البيوت بدعةٌ مخالفةٌ للسنة؛ إذ السنة أن تصلى الصلوات الخمس في المساجد
جماعة، وذلك أولى من الصلاة في البيوت باتفاق المسلمين، والصلاة جمعًا في المساجد
أولى من الصلاة في البيوت مفرقة باتفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع، كمالك والشافعي
وأحمد». انتهى.
ومن يباح له الجمع؛
فالأفضل له أن يفعل الأرفق به من جمع تأخير أو جمع تقديم، والأفضل بعرفة جمع
التقديم بين الظهر والعصر، وبمزدلفة الأفضل جمع التأخير بين المغرب والعشاء، لفعله
صلى الله عليه وسلم، وجمع التقديم بعرفة لأجل اتصال الوقوف، وجمع التأخير بمزدلفة
من أجل مواصلة السير إليها.
وبالجملة، فالجمع
بين الصلاتين في عرفة ومزدلفة سنةٌ، وفي غيرهما مباحٌ يفعل عند الحاجة، وإذا لم
تدع إليه حاجةٌ، فالأفضل للمسافر أداء كل صلاة في وقتها؛ فالنبي صلى الله عليه
وسلم لم يجمع في أيام الحج إلا بعرفة ومزدلفة، ولم يجمع بمنى؛ لأنه نازلٌ، وإنما
كان يجمع إذا جد به السير.
هذا ونسأل الله للجميع التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح.
([1])« مجموع الفتاوى » (24/ 29)، و « الفتاوى الكبرى » (1/ 371).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد