×
الملخص الفقهي الجزء الأول

قال ابن القيم: «كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء، هل هو أفضل أم يوم عرفة؟ على قولين، هما وجهان لأصحاب الشافعي، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجره بسورتي ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ [السَّجدَة]، و ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ [الإنسَان: 1] ».

إلى أن قال: «وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يومها؛ فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذكر المعاد، وحشر العباد، وذلك يكون يوم الجمعة، وكان في قراءتهما في هذا اليوم تذكيرٌ للأمة بما كان فيه ويكون، والسجدة جاءت تبعًا، ليست مقصودة حتى يقصد المصلي قراءتها حيث اتفقت -يعني: من أي سورة- » ([1]).

ومن خصائص يوم الجمعة استحباب كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي ليلته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أكْثِرُوا مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ في يَوْمِ الجُمُعَةِ ولَيْلَةِ الجُمُعَةِ». رواه البيهقي ([2]).

ومن أعظم خصائص يوم الجمعة صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، من تركها تهاونًا بها، طبع الله على قلبه.

ومن خصائص يوم الجمعة الأمر بالاغتسال فيه، وهو سنةٌ مؤكدةٌ، ومن العلماء من يوجبه مطلقًا، ومنهم يوجبه في حق من به رائحةٌ يحتاج إلى إزالتها.


الشرح

([1])  « زاد المعاد » (1/ 375).

([2])  رواه البيهقي: في (السنن الكبرى) (6207)، وابن عدي (3/ 106).