القلوب ويبعث بها
إلى الخير، وذم الدنيا والتحذير منها مما تواصى به منكرو الشرائع، بل لا بد من
الحث على الطاعة، والزجر عن المعصية، والدعوة إلى الله، والتذكير بآلائه»، وقال.
«ولا تحصل الخطبة باختصار يفوت به المقصود، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
خطب، احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول: صبحكم ومساكم ([1]) اهـ.
وقد ذكر الفقهاء أنه
يُسن في خطبتي الجمعة أن يخطب على منبر؛ لفعله صلى الله عليه وسلم، ولأن ذلك أبلغ
في الإعلام وأبلغ في الوعظ حينما يشاهد الحضور الخطيب أمامهم.
قال النووي رحمه
الله ([2]): «واتخاذه سنة مجمع
عليها».
ويُسن أن يسلم
الخطيب على المأمومين إذا أقبل عليهم؛ لقول جابرٍ: «وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا صعد المنبر سلم» رواه ابن ماجه وله شواهد ([3]).
ويُسن أن يجلس على المنبر إلى فراغ المؤذن، لقول ابن عمر: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن، ثم يقوم فيخطب» رواه أبو داود ([4]).
([1]) زاد المعاد (1/ 425)، والحديث رواه مسلم: في كتاب: (الجمعة)، باب: « تخفيف الصلاة والخطبة » (867).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد