بابٌ في مشروعية
الزكاة ومكانتها
اعلموا وفقني الله
وإياكم أنه لا بد من معرفة تفاصيل أحكام الزكاة وشروطها وبيان من تجب عليه ومن تجب
له، وما تجب فيه من الأموال.
فالزكاة أحد أركان
الإسلام ومبانيه العظام -كما تظاهرت بذلك دلالة الكتاب والسنة-، وقد قرنها الله
تعالى بالصلاة في كتابه في اثنين وثمانين موضعًا، مما يدل على عظم شأنها، وكمال
الاتصال بينها وبين الصلاة، ووثاقة الارتباط بينهما، حتى قال صديق هذه الأمة
وخليفة الرسول الأول أبو بكر الصديق: «لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ
الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ» ([1]).
قال الله تعالى:﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ﴾ [البَقَرَة: 43].
وقال تعالى:﴿فَإِن تَابُواْ
وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ﴾ [التّوبَة: 5].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ...» ([2]) الحديث.
([1])رواه البخاري: في كتاب: (الزكاة)، باب: « وجوب الزكاة » (1335)، ومسلم: في كتاب: (الإيمان)، باب: « الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله » (20).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد