×
الملخص الفقهي الجزء الأول

 وصدقة السر أفضل، لقوله تعالى:﴿وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ [البقرة: 271]، ولأنه أبعد عن الرياء، إلا أن يترتب على إظهار الصدقة وإعلانها مصلحة راجحة من اقتداء الناس به.

وينبغي أن تكون طيبة بها نفسه، غير ممتن بها على المحتاج، قال تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ [البقرة: 264].

والصدقة في حال الصحة أفضل، قال صلى الله عليه وسلم لما سئل: أي الصدقة أفضل؟ قال: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ تَأْمُلُ الْغِنَى وَتَخْشَى الْفَقْرَ» ([1]).

والصدقة في الحرمين الشريفين أفضل، لأمر الله بها في قوله:﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ [الحج: 28].

والصدقة في رمضان أفضل، لقول ابن عباس: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، فَكَانَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» ([2]).

والصدقة في أوقات الحاجة أفضل، قال تعالى:﴿أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ ١٤ يَتِيمٗا ذَا مَقۡرَبَةٍ ١٥ أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ [البلد: 14-16].

كما أن الصدقة على الأقارب والجيران أفضل منها على الأبعدين، فقد أوصى الله بالأقارب، وجعل لهم حقًا على قريبهم في كثير من الآيات، كقوله تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ [الإسراء: 26]، وقال صلى الله عليه وسلم:


الشرح

([1])رواه البخاري: في كتاب: (الوصايا)، باب: « الصدقة عند الموت » (2597).

([2])رواه البخاري: في كتاب: (بدء الخلق)، باب: « ذكر الملائكة » (3048)، ومسلم: في كتاب: (الفضائل)، باب: « كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير من الريح » (2308).