«الصَّدَقَةُ عَلَى
الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ
وَصِلَةٌ» رواه الخمسة وغيرهم ([1])، وفي «الصحيحين»: «أَجْرَانِ
أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ» ([2]).
ثم اعلم أن في المال
حقوقًا سوى الزكاة، نحو مواساة القرابة، وصلة الإخوان، لإعطاء سائل، وإعارة محتاج،
وإنظار معسر، وإقراض مقترض، قال تعالى:﴿وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾ [الذاريات: 19].
ويجب إطعام الجائع
وقري الضيف وكسوة العاري وسقي الظمآن، بل ذهب الإمام مالك رحمه الله إلى أنه يجب
على المسلمين فداء أسراهم وإن استغرق ذلك أموالهم.
كما أنه يشرع لمن
حصل على مال وبحضرته أناس من الفقراء والمساكين أن يتصدق عليهم منه، قال تعالى: ﴿وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ
حَصَادِهِۦۖ﴾ [الأنعام: 141]، وقال تعالى:﴿وَإِذَا حَضَرَ ٱلۡقِسۡمَةَ أُوْلُواْ ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينُ
فَٱرۡزُقُوهُم مِّنۡهُ وَقُولُواْ لَهُمۡ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا﴾ [النساء: 8].
وهذه من محاسن دين
الإسلام؛ لأنه دين المواساة والرحمة، ودين التعاون والتآخي في الله، فما أجمله من
دين وما أحكمه من تشريع!
نسأل الله تعالى أن
يرزقنا البصيرة في دينه والتمسك بشريعته،
إنه سميعٌ مجيب.
*****
([1])رواه أحمد (16271)، والترمذي (658)، والنسائي (2363)، وابن ماجه (1844)، والدارمي (1680).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد