وفي الصوم تزهيد في
الدنيا وشهواتها، وترغيب في الآخرة، وفيه باعث على العطف على المساكين وإحساس
بآلامهم، لما يذوقه الصائم من ألم الجوع والعطش، لأن الصوم في الشرع هو: الإمساك بنية
عن أشياء مخصوصة من أكل وشرب وجماع وغير ذلك مما ورد به الشرع، ويتبع ذلك الإمساك
عن الرفث والفسوق.
ويبتدئ وجوب الصوم
اليومي بطلوع الفجر الثاني، وهو البياض المعترض في الأفق، وينتهي بغروب الشمس، قال
الله تعالى: ﴿فَٱلۡـَٰٔنَ
بَٰشِرُوهُنَّ﴾، يعني الزوجات،﴿وَٱبۡتَغُواْ
مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ
ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ
أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187]، ومعنى يتبين
لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر: أن يتضح بياض النهار من سواد الليل.
ويبدأ وجوب صوم شهر
رمضان إذا علم دخوله.
وللعلم بدخوله ثلاث
طرق:
الطريقة الأولى: رؤية هلاله، قال
تعالى:﴿فَمَن شَهِدَ
مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: 185]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا
لِرُؤْيَتِهِ» ([1]) فمن رأى الهلال
بنفسه، وجب عليه الصوم.
الطريقة الثانية: الشهادة على الرؤية، أو الإخبار عنها، فيصام برؤية عدل مكلف، ويكفي إخباره بذلك، لقول ابن عمر:
([1])رواه البخاري: في كتاب: (الصوم)، باب: « قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا » (1810)، ومسلم: في كتاب: (الصيام)، باب: « وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال » (1081).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد