وكذلك الإحرام يوم التروية ليس واجبًا، فلو أحرم
بالحج قبله أو بعده، جاز ذلك.
وهذا المبيت بمنى
ليلة التاسع، وأداء الصلوات الخمس فيها سنة، وليس بواجب.
ثم يسيرون صباح
اليوم التاسع بعد طلوع الشمس من منى إلى عرفة، وعرفة كلها موقف، إلا بطن عُرَنَة،
ففي أي مكان وقف الحاج من ساحات عرفة، أجزأه الوقوف فيه، ما عدا ما استثناه النبي
صلى الله عليه وسلم، وهو بطن عرنة، وقد بينت حدود عرفة بعلامات وكتابات توضح عرفة
من غيرها، فمن كان داخل الحدود الموضحة، فهو في عرفة، ومن كان خارجها، فيخشى أنه
ليس في عرفة، فعلى الحاج أن يتأكد من ذلك، وأن يتعرف على تلك الحدود، ليتأكد من
حصوله في عرفة.
فإذا زالت الشمس،
صلا الظهر والعصر قصرًا وجمعًا بأذان وإقامتين، وكذلك يقصر الصلاة الرباعية في
عرفة ومزدلفة ومنى، لكن في عرفة ومنى ومزدلفة يجمع ويقصر، وفي منى يقصر ولا يجمع،
بل يصلي كل صلاة في وقتها، لعدم الحاجة إلى الجمع.
ثم بعدما يصلي
الحجاج الظهر والعصر قصرًا وجمع تقديم في أول وقت الظهر، يتفرغون للدعاء والتضرع
والابتهال إلى الله تعالى، وهم في منازلهم من عرفة، ولا يلزمهم أن يذهبوا إلى جبل
الرحمة، ولا يلزمهم أن يروه أو يشاهدوه، ولا يستقبلونه حال الدعاء، وإنما يستقبلون
الكعبة المشرفة.
وينبغي أن يجتهد في الدعاء والتضرع والتوبة في هذا الموقف العظيم، ويستمر في ذلك، وسواء دعا راكبًا أو ماشيًا أو واقفًا أو جالسًا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد