أكله من مال اليتيم؛ فقد توعد الله عليه بأشد
الوعيد، قال تعالى: ﴿وَلَا
تَأۡكُلُوهَآ إِسۡرَافٗا وَبِدَارًا أَن يَكۡبَرُواْۚ﴾ [النساء: 6]، وقال
تعالى: ﴿وَلَا
تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَهُمۡ إِلَىٰٓ أَمۡوَٰلِكُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حُوبٗا كَبِيرٗا﴾ [النساء: 2]، أي: إن أكلكم أموالهم مع أموالكم إثم عظيم
وخطأ كبير فاجتنبوه، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا
يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا﴾ [النساء: 10]، قال
الإمام ابن كثير ([1]): «أي: إذا أكلوا
أموال اليتامى بلا سبب؛ فإنما يأكلون نارًا تتأجج في بطونهم يوم القيامة».
وفي «الصحيحين» عن
أبي هريرة؛ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ
الْمُوبِقَاتِ». قيل: يا رسول الله ! وما هنّ؟ قال: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ،
وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ،
وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ،
وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ» ([2]).
ثم إنه سبحانه أمر
بدفع أموال اليتامى إليهم عندما يزول عنهم اليتم ويتأهلون للتصرف فيها على السداد
موفرة كاملة، قال تعالى: ﴿وَءَاتُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰٓ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ﴾ [النساء: 2]، وقال:
﴿إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ
فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدٗا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ﴾ [النساء: 6]، وقال
تعالى: ﴿فَإِذَا
دَفَعۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡ فَأَشۡهِدُواْ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ
حَسِيبٗا﴾ [النساء: 6]، أي:
وكفى بالله محاسبًا وشاهدًا ورقيبًا على الأولياء في حال نظرهم للأيتام وحال
تسليمهم لأموالهم هل هي كاملة موفرة أو منقوصة مبخوسة.
*****
([1])« تفسير ابن كثير » (1/ 207).