و لكل واحد من
الشركاء في شركة الوجوه من الصلاحيات مثل ما للشركاء في شركة العِنان.
ثانيًا: شركة
الأبدان:
شركة الأبدان هي أن
يشترك اثنان فأكثر فيما يكتسبان بأبدانهما، سميت بذلك لأن الشركاء بذلوا أبدانهم
في الأعمال لتحصيل المكاسب، واشتركوا فيما يحصلون عليه من كسب.
ودليل جواز هذا
النوع من الشركة ما رواه أبو داود والنسائي وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه؛
قال: «اشْتَرَكْتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وَسَعْدٌ فِيمَا نُصِيبُ يَوْمَ بَدْرٍ،
قَالَ: فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيرَيْنِ وَلَمْ أَجِئْ أَنَا وَعَمَّارٌ بِشَيْءٍ»
([1])، قال أحمد: «أشرك
بينهم النبي صلى الله عليه وسلم، فدل هذا الحديث على صحة الشركة في مكاسب
الأبدان».
وإذا تم الاتفاق
بينهم على ذلك؛ فما تقبله أحدهم من عمل؛ لزم بقية الشركاء فعله، فيطالب كل واحد
بما تقبله شريكه من أعمال؛ لأن هذا هو مقتضاها.
وتصح شركة الأبدان ولو اختلفت صنائع المشتركين؛ كخياط مع حداد... وهكذا، ولكل واحد من الشركاء أن يطالب بأجرة العمل الذي تقبله هو أو صاحبه، ويجوز للمستأجر من أحدهم دفع الأجرة إلى أي منهم؛ لأن كل واحد منهم كالوكيل عن الآخر، فما يحصل لهم من العمل أو الأجرة؛ فهو مشترك بينهم.
([1])رواه أبو داود: في كتاب: (البيوع) (3388)، والنسائي (4697)، والبيهقي (11210)، والدراقطني (3/34).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد