فَقَالَ أَبُو
طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ: «فَانْزِلْ فِي قَبْرِهَا» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.
وَلأَِحْمَدَ عَنْ
أَنَسٍ: أَنَّ رُقَيَّةَ لَمَّا مَاتَتْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
«لاَ يَدْخُلْ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ اللَّيْلَةَ أَهْلَهُ» فَلَمْ يَدْخُلْ
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْقَبْرَ ([2]).
يعني البارحة لم
يقارف، يقال: الليلة إلى الظهر، يقال له الليلة، فإذا صار بعد الظهر، يقال:
البارحة.
والشاهد من هذا: أنه
لا بأس أن ينزل المرأة الرجل الأجنبي إلى قبرها.
هذا أبو طلحة رضي
الله عنه أنزل بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها، وأنه يستحب ألا يكون
عليه جنابة، أو أنه سبق أن جامع في وقت قريب.
قوله رحمه الله:
«وَلأَِحْمَدَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رُقَيَّةَ لَمَّا مَاتَتْ قَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلْ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ اللَّيْلَةَ أَهْلَهُ». فَلَمْ يَدْخُلْ
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْقَبْرَ»، وهو زوجها، عثمان هو زوجها لم يدخل؛ لأنه لا
ينطبق عليه الوصف «لَمْ يُقَارِفْ» مع أنه زوجها؛ لأن عثمان رضي الله عنه
تزوج بنتين للرسول صلى الله عليه وسلم: رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما.
وقال النبي صلى الله
عليه وسلم: «لَوْ كَانَتْ عِنْدِي ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْتُهُ» ([3])، فهذا فضل عثمان
رضي الله عنه، ولذلك يسمى ذا النورين؛ لأنه تزوج بنتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
***
([1])أخرجه: أحمد رقم (13398).
الصفحة 2 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد