باب:
التنظيف والتجمل للجمعة وقصدها بسكينة والتبكير والدنو من الإمام
عَنْ ابْنِ
سَلاَمٍ رضي الله عنه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى
الْمِنْبَرِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ: «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوْ اشْتَرَى
ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ» ([1]). رَوَاهُ ابْنُ
مَاجَهْ وَأَبُو دَاوُد.
هذا وما بعده في
بيان آداب صلاة الجمعة، الآداب التي يفعلها من يريد الذهاب لصلاة الجمعة؛ لأن صلاة
الجمعة تختلف عن غيرها؛ لأنها أفضل الصلوات، ولأنها يجتمع فيها ما لا يجتمع في
غيرها من المصلين، فيستحب له إذا أراد الذهاب إليها أن يغتسل بجميع بدنه، وأن يلبس
أحسن ثيابه، وأن يتطيب بما يسر الله له من طيب، وأن يدنو من الإمام، ولا يؤذي
أحدًا أو يتخطى الصفوف، وأن يستمع إذا خطب الإمام، ولا يتكلم، يستمع للخطبة، فهذه
آداب عظيمة تفعل باستقبال هذه الصلاة العظيمة.
وكذلك يستحب أن يبكر
لها - كما يأتي -، ولا يتأخر إلى أن يدخل الإمام، بعضهم إلى أن تنتهي الخطبة،
وبعضهم إلى أن يمضي أول الصلاة، فلا يحضر إلا متأخرًا، هذا حرمان، هذا حرمان بسبب
الكسل وعدم المبالاة بهذه الصلاة العظيمة.
قوله رحمه الله: «عَنْ ابْنِ سَلاَمٍ»، يعني: عبد الله بن سلام رضي الله عنه أحد أحبار اليهود الذين أسلموا حين مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1078)، وابن ماجه رقم (1095).
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد