×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

باب: ما جاء في كراهة النعي

عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إيَّاكُمْ وَالنَّعْيَ، فَإِنَّ النَّعْيَ عَمَلُ الْجَاهِلِيَّةِ» ([1]). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ كَذَلِكَ، وَرَوَاهُ مَوْقُوفَا وَذَكَرَ أَنَّهُ أَصَحُّ .

 

قوله رحمه الله: «باب: ما جاء في كراهة النعي»، كراهة النعي، هذا هو النوع الثاني من النعي، وهو المحرم، وهو النعي الذي معه مدح للميت وتحسر على موته وتعداد لمحاسنه، فهذا لا يجوز، هذا نعي الجاهلية.

«إيَّاكُمْ وَالنَّعْيَ، فَإِنَّ النَّعْيَ عَمَلُ الْجَاهِلِيَّةِ»، النعي المراد به: النعي غير المشروع، وهو التحسر على الميت، والثناء عليه بما ليس فيه، الثناء عليه بها ليس فيه هذا من فعل الجاهلية.

والجاهلية: ما قبل الإسلام، وكل أفعال الجاهلية مذمومة، كل ما نُسِب إلى الجاهلية، فهو مذموم: حمية الجاهلية مذمومة، نعي الجاهلية، كل ما نسب إلى الجاهلية؛ تبرج الجاهلية: ﴿وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ [الأحزاب: 33].

«فَإِنَّ النَّعْيَ عَمَلُ الْجَاهِلِيَّةِ»، كل ما ينسب إلى الجاهلية، فهو مذموم.

قوله رحمه الله: «رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ كَذَلِكَ، وَرَوَاهُ مَوْقُوفَا وَذَكَرَ أَنَّهُ أَصَحُّ»، لأن الموقوف أصح، والموقوف: ما كان من كلام الصحابي.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (984).