×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

باب: الصلاة لخسوف القمر في جماعة مكررة الركوع

عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَإِنَّهُمَا لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا كَذَلِكَ فَافْزَعُوا إلَى الْمَسَاجِدِ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ.

وَعَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رحمه الله قَالَ: «خُسِفَ الْقَمَرُ وَابْنُ عَبَّاسٍ أَمِيرٌ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَخَرَجَ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ فِي كُلّ رَكْعَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكِبَ وَقَالَ: إنَّمَا صَلَّيْتُ كَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي»([2]). رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي مُسْنَدِهِ.

 

  هذا فيه: نفي الاعتقاد في الجاهلية أن الكسوف أو الخسوف إنما يحصلان لموت عظيم أو ولادة عظيم.

فالرسول صلى الله عليه وسلم نفى هذا، وقال: «إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَإِنَّهُمَا لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا مِنْ آيَاتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ» ([3]).

والمشروع عنده الصلاة والدعاء حتى يتجلى.

وهذا يؤيد ما سبق - أيضًا - أن صلاة الكسوف ركعتان، في كل ركعة ركوعان وسجدتان.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (23629).

([2])أخرجه: الشافعي في مسنده (ص: 78).

([3])أخرجه: مسلم رقم (901).