باب:
الدعاء للميت بعد دفنه
عَنْ عُثْمَانَ
رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ
الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لأَِخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ
التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الآْنَ يُسْأَلُ» ([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد .
قوله رحمه الله:
«باب: الدعاء للميت بعد دفنه»، إذا فرغوا من الدفن، فإنهم لا ينصرفون مسرعين؛ بل
يقفون على قبره، ويستغفرون له، ويسألون الله له التثبيت؛ لأنه وقت السؤال؛ سؤال
الملكين.
لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من دفن أحد الأموات، وقف على قبره بعد دفنه، وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَِخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الآْنَ يُسْأَلُ»، فهذا فيه: الوقوف على قبر الميت بعد دفنه، والاستغفار له، وسؤال الله له التثبيت عند سؤال الملكين؛ لأنه إذا وضع في قبره ودُفِنَ، وانتهوا من دفنه، وانصرفوا، «وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ» ([2])، يأتيه ملكان في قبره، فيجلسانه، تعاد روحه في جسده؛ حياة برزخية ليست مثل حياته على وجه الأرض، حياة أخروية برزخية، فيُسْأل: من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ فالمؤمن يقول: ربي الله، والإسلام ديني، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فينادي منادٍ من قبل السماء: «أَنْ قَدْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ»، فيوسع له في قبره مد بصره، ويأتيه من روح الجنة وريحها، وهو في قبره.
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد