باب:
استحباب زيارة القبور للرجال دون النساء،
وما يقال عند دخولها
استحباب: زيارة
القبور، وذلك لفائدتين:
الفائدة الأولى: تذكر الآخرة، تذكر
الموت.
والفائدة الثانية: الدعاء للمسلمين
منهم، الدعاء للأموات، السلام عليهم، والدعاء لهم.
الكفار يزارون؛ لأجل
الاعتبار فقط، النبي صلى الله عليه وسلم استأذن ربه أن يزور أمه آمنة بنت وهب -
كانت مشركة -، فأذن له بزيارتها، استأذنه أن يستغفر لها، فأبى عليه أن يستغفر لها؛
لأنه لا يجوز الاستغفار لأموات المشركين، ﴿مَا
كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ
وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ
أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113].
وإن احتج أحدٌ بأن إبراهيم عليه السلام استغفر لأبيه، فقال: ﴿وَٱغۡفِرۡ لِأَبِيٓ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الشعراء: 86]، فالله جل وعلا نهى إبراهيم عن ذلك فقال: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ ١١٣ وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ﴾ [التوبة: 113- 114]؛ لأن إبراهيم عليه السلام قال لأبيه: ﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكَۖ﴾لما أمره باتباعه، ونهاه عن طاعة الشيطان، فأبى والده أن يقبل، قال: ﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكَۖ﴾ [مريم: 47]، وهذا السلام ليس سلام تحية، إنما هو سلام متاركة، ﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾ [القصص: 55].
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد