باب: استحباب الخطبة يوم النحر
الخطبة يوم النحر
ىعني في الحج، الخطبة في الحج ليست للعيد، إنما هي للحج يوم النحر، فالنبي صلى
الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع عدة خطب:
خطبة في عرفة، وهي الخطبة العظيمة
المشهورة، خطبة يوم عرفة قبل صلاة الظهر في وادي عرنة، ووادي عرنة ليس من عرفة.
نزل صلى الله عليه
وسلم في أول الضحى قبل أن يدخل إلى عرنة، فلما زالت الشمس، رحل، ونزل في عرنة، وخطب،
ثم صلى فيها صلاة الظهر وصلاة العصر قصرًا وجمعًا، جمع تقدىم، ثم انتقل إلى عرفة،
ووقف فيها، هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، هذه خطبة عرفة.
الخطبة الثانية: يوم
النحر، خطب فيها صلى الله عليه وسلم وقال: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا»،
فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ
يَوْمَ النَّحْرِ» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا»
فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: «أَلَيْسَ
بِذِي الحِجَّةِ» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ،
وَأَعْرَاضَكُمْ، بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي
شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ،
فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ»([1]).
ثم خطب اليوم الثاني عشر، وبين للناس التعجل؛ من أراد أن يتعجل ومن أراد أن يتأخر.
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد