باب:
انفضاض العدد في أثناء الصلاة والخطبة
عَنْ جَابِرٍ رضي
الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا يَوْمَ
الْجُمُعَةِ فَجَاءَتْ عِيرٌ مِنْ الشَّامِ، فَانْفَتَلَ النَّاسُ إلَيْهَا حَتَّى
لَمْ يَبْقَ إلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً، فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآْيَةُ الَّتِي
فِي الْجُمُعَةِ: ﴿وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا
وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ﴾ [الجمعة: 11] » ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
قوله رحمه الله: «باب:
انفضاض العدد في أثناء الصلاة أو الخطبة»، هذا كما في الآية: ﴿وَإِذَا
رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ﴾ [الجمعة: 11].
سبب نزول الآية: أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الجمعة، فقدمت عِيرٌ تحمل الأطعمة والملابس،
وهم بحاجة إليها، فلما سمعوا بقدومها، انصرفوا إليها، وتركوا النبي صلى الله عليه
وسلم؛ ﴿وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا
وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ
ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾ [الجمعة: 11]، ولم يبق معه صلى
الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلاً، والبقية ذهبوا إلى العير.
قوله رحمه الله: «وَفِي رِوَايَةٍ: «أَقْبَلَتْ عِيرٌ وَنَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، فَانْفَضَّ النَّاسُ إلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً»» تسابقون إليها لحاجتهم، وكل واحد يخشى ألا يدرك شيئًا من هذه العير، الله عاتبهم
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد