باب: الاستسقاء بذوي الصلاح وإكثار الاستغفار ورفع الأيدي بالدعاء وذكر أدعية مأثورة في ذلك
قال رحمه الله: «باب: الاستسقاء بذوي
الصلاح وإكثار الاستغفار ورفع الأيدي بالدعاء»، هذه الترجمة تشتمل على عدة
مسائل، كلها سيأتي لها أدلة في هذا الباب.
الاستسقاء بذوي
الصلاح، يعني: التوسل إلى الله بدعائهم؛ لأنهم أقرب إلى الإجابة. أما التوسل
بذواتهم، فهذا لا يجوز؛ لأنه وسيلة إلى الشرك، فلا يجوز التوسل بذوات الناس خاص لا
أحياءً، ولا أمواتًا، وإن كانوا ذوي صلاح.
الدليل على ذلك: أن عمرًا رضي الله عنه عدل عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته، كانوا يستسقون بالرسول صلى الله عليه وسلم يعني: بدعائه في حياته، فلما مات الرسول صلى الله عليه وسلم، عدل عمر رضي الله عنه عن ذلك إلى الاستسقاء بعمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ([1])، فهذا واضح أن الاستسقاء بالأشخاص لا يجوز -لا أحياءً ولا أمواتًا-، ولو كانوا ذوي صلاح، وإنما المراد الاستسقاء بدعائهم، طلب الدعاء منهم؛ لأنهم أقرب إلى الإجابة.
([1])أخرجه:
البخاري رقم (1010).
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد