عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ إذَا قَحَطُوا، اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم فَتُسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيَّكَ فَاسْقِنَا ، قَالَ: فَيُسْقَوْنَ» ([1]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
«اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم فَتُسْقِينَا»: هذا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، كانوا إذا قحطوا - يعني: أجدبت الأرض وحبس المطر -، يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم بالسقيا، فيدعو صلى الله عليه وسلم بذلك، ويستجيب الله له، وينزل المطر، ويزول الجدب والقحط الذي بهم ببركة دعوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما مات الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن، الميت لا يطلب منه شيء - لا دعاء ولا غيره -، الميت لا يطلب منه شيء - لا الأنبياء، ولا غيرهم بدليل فعل عمر رضي الله عنه هذا.
«وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيَّكَ فَاسْقِنَا»، يعني: نتوسل بدعاء عم نبيك، وهو العباس؛ لقرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجل العباس رضي الله عنه، ويقول: «إِنَّ الْعَمَّ صِنْوٌ مِنَ الأَْبِ» ([2]). كان يجله ويحترمه ويقدره رضي الله عنه، فله رضي الله عنه مكانة عند الرسول صلى الله عليه وسلم وعند المسلمين.
فيقوم العباس رضي الله عنه، ويدعو الله لهم بالسقيا، فيسقيهم الله، ويستجيب دعاءهم بتوسلهم بدعاء عم نبيهم صلى الله عليه وسلم.
هذا فيه: دليل على الاستسقاء بذوي الصلاح، يعني: ما ترجم له المصنف أنه يطلب من ذوي الصلاح والاستقامة في الدين والفضل أن يدعو للمسلمين، وكذلك يدعون للأفراد - أيضًا -.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد