وَعَنْ
الشَّعْبِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «خَرَجَ عُمَرُ يَسْتَسْقِي، فَلَمْ يَزِدْ
عَلَى الاِسْتِغْفَارِ ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَاكَ اسْتَسْقَيْتَ، فَقَالَ:
لَقَدْ طَلَبْتُ الْغَيْثَ بِمَجَادِيحِ السَّمَاءِ الَّذِي يُسْتَنْزَلُ بِهِ
الْمَطَرُ ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ
رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ
عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا﴾ [نوح: 10- 11]. ﴿وَٱسۡتَغۡفِرُواْ
رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ﴾ [هود: 90] الآية» ([1]). رَوَاهُ سَعِيدٌ
فِي سُنَنِهِ.
فلا بأس أن المسلم
يطلب من الرجل الصالح أن يدعو الله له، وهذا شيء مشروع، وهو أقرب إلى الإجابة.
الاستغفار يستنزل به
المطر، فيكثرون في استسقائهم من الاستغفار.
وفي هذا الحديث: أن عمر كان يقتصر
على الاستغفار في دعائه الاستسقاء، ولا يزيد عليه.
فالصحابة رضي الله عنهم سألوه، قالوا: «مَا رَأَيْنَاكَ اسْتَسْقَيْتَ، فَقَالَ: لَقَدْ طَلَبْتُ الْغَيْثَ بِمَجَادِيحِ السَّمَاءِ الَّذِي يُسْتَنْزَلُ بِهِ الْمَطَرُ»؛ مجاديح: جمع مجداح، وهو النوء، كانوا يستسقون بالأنواء في الجاهلية، يستسقون بالأنواء - أي: بالنجوم والمطالع والمغارب، فىسقون؛ ابتلاءً وامتحانًا لهم، بدلاً من هذا المسلمون أبدلهم الله عن ذلك بالاستغفار؛ لأنه لم يحبس المطر إلا بسبب الذنوب، فإذا استغفروا وتابوا إلى الله، فإن الله يتوب عليهم ويسقيهم، ثم استدل عمر رضي الله عنه بقوله تعالى عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه: ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا﴾ [نوح: 10- 12].
([1])أخرجه: سعىد بن منصور في التفسير من سننه رقم (1095).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد