باب: من
يستحب أن يدفن المرأة
عَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: شَهِدْتُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُدْفَنُ
وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ:
«هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفْ اللَّيْلَةَ؟»([1])
قوله رحمه الله:
«باب: من يستحب أن يدفن المرأة»، أي: من ينزلها إلى قبرها، من الذي ينزلها إلى
قبرها، هل يشترط أن يكون محرما لها أو لا؟
قوله رحمه الله:
«عَنْ أَنَسٍ قَالَ: شَهِدْتُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُدْفَنُ
وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ:
«هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفْ اللَّيْلَةَ؟» فَقَالَ أَبُو
طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ: «فَانْزِلْ فِي قَبْرِهَا»»، في هذا الحديث أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر دفن ابنته أم كلثوم رضي الله عنها زوج عثمان بن
عفان رضي الله عنه، وعيناه تذرفان، وفي هذا جواز البكاء على الميت؛ لأنه من
الرحمة، بخلاف النياحة؛ فإنها لا تجوز؛ لأنها من أعمال الجاهلية، وفيها جزع وتسخط
لقضاء الله وقدره، أما البكاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
العَيْنَ تَدْمَعُ، وَالقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى
الرَّب» ([2]).
قوله رحمه الله: «فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفْ اللَّيْلَةَ؟»»، لم يقارف، يعني: لم يجامع الليلة،
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد