باب: تحويل الإمام والناس أرديتهم في الدعاء وصفته ووقته
هذه سنة من سنن الاستسقاء، وهي أن الإمام في
أثناء دعائه على المنبر يتحول إلى جهة القبلة، ويستدير الناس، ثم يحول رداءه.
والرداء: هو ما يكون فوق
الإزار، الحلة تتكون من إزار ورداء، والرداء ما يكون على أعلى البدن، والإزار يكون
على أسفل البدن، والإزار يكون مثبتًا؛ لئلا تنكشف العورة، أما الإزار، فإنه يطرح
على الكتفين، وتلاقى أطرافه، وإن تركه مفتوحًا، فلا بأس.
في أثناء الدعاء
استقبل القبلة، ثم حول رداءه، فجعل يمينه شماله، وشماله يمينه ([1])، وفي رواية: «وَقَلَبَ
رِدَاءَهُ» ([2])، قَلَب، يعني: جعل
أعلاه أسفله، فيقلبه ويحول أطرافه، هذه سنة، والحكمة - والله أعلم -؛ ليتحول الحال
التي هم عليها من القحط إلى الجدب، هذا من باب التفاؤل، فهذه سنة من سنن
الاستسقاء، وهو تحويل الرداء أو ما يقوم مقامه؛ مثل: البشت والعباءة.
قوله رحمه الله: «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَسْقَى لَنَا أَطَالَ الدُّعَاءَ وَأَكْثَرَ الْمَسْأَلَةَ قَالَ: ثُمَّ تَحَوَّلَ إلَى الْقِبْلَةِ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ فَقَلَبَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ وَتَحَوَّلَ النَّاسُ مَعَهُ»»، هذا فيه زيادة؛ أن الناس يفعلون كما يفعل الخطيب، يحولون أرديتهم
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد