باب: انعقاد
الجمعة بأربعين وإقامتها في القرى
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَائِدَ أَبِيهِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهُ عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ رضي الله عنه:
قوله رحمه الله: «باب: انعقاد الجمعة بأربعين
وإقامتها في القرى»، هاتان مسألتان:
المسألة الأولى: العدد الذي تنعقد
بهم الجمعة.
المسألة الثانية: هل الجمعة خاصة
بالمدن أو حتى في القرى.
الترجمة: أنها تجب على أهل
القرى، وليست خاصة بأهل المدن.
أما العدد الذي
يشترط لصلاة الجمعة، فلم يثبت حديث في حده، الصحيح: أن ما انعقدت به صلاة الظهر،
انعقدت به صلاة الجمعة، فتصح من ثلاثة - واحد يخطب، واثنان يستمعان -، فأكثر، كلما
كثر الجمع، فهو أفضل، هذا هو الصحيح من الأقوال.
وفي المسألة ثلاثة
وأربعون قولا ذكرها الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»، ونقلها الشوكاني في «نيل
الأوطار»، هذا أحدها.
هذا الحديث عن كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه وكان من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين يدافعون عن الإسلام بشعرهم، وهو أحد الثلاثة الذين خُلِّفوا، ونزلت توبة الله عليهم في آخر سورة التوبة الذين خُلِفوا عن غزوة تبوك؛ ﴿لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ﴾ [التوبة: 117]، إلى قوله: ﴿وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ﴾ [التوبة: 118]، أحدهم كعب بن مالك هذا رضي الله عنه، قصتهم معروفة.
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد