أَنَّهُ كَانَ
إذَا سَمِعَ النِّدَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، تَرَحَّمَ لأَِسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ،
قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: «إذَا سَمِعْت النِّدَاءَ تَرَحَّمْتَ لأَِسْعَدَ بْنِ
زُرَارَةَ؟ قَالَ: لأَِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ بِنَا فِي هَزْمِ النَّبِيتِ
مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ فِي نَقِيعٍ يُقَال لَهُ: نَقِيعُ الْخَضِمَاتِ،
قُلْت: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمئِذٍ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ رَجُلاً» ([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد.
كان قد ذهب بصره في
آخر حياته رضي الله عنه، كان ابنه عبد الرحمن يقوده، فإذا سمع النداء يوم الجمعة،
ترحم على أسعد بن زُرَارَةَ، دعا له بالرحمة كلما سمع النداء يوم الجمعة، فسأله
ابنه: لماذا تترحم عليه؟ قال: لأنه أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم في المدينة، قال: كم كنتم يومئذ؟ قال: أربعون، وهذا أحد الأقوال:
إنه يشترط لها حضور أربعين رجلاً، هذا أحد الأقوال؛ بناءً على هذا الحديث، ولكن
هذا لا يدل على التحديد؛ كما هو ظاهر.
وفيه: الدعاء لأهل الخير
الذين سبقوا في فعل الخير أنه يدعى لهم.
وأما اسم الموضع،
فهو في نقيع الخضمات: مكان في المدينة، وهذا يدل على أن الجمعة فُرِضت في مكة،
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم أن يقيموها في المدينة قبل أن
يهاجر إليهم، فكان أول من جمع هو هذا الصحابي أسعد بن زُرَارَةَ رضي الله عنه.
المراد بالبحرين هنا: الأحساء؛ لأن اسم البحرين كان يطلق على أوسع من البحرين الآن: على الأحساء، وعلى ما جاورها، كلها يسمى بالبحرين.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1069).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد