باب: الكف عن ذكر مساوئ الأموات
عَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا
الأَْمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إلَى مَا قَدَّمُوا» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ .
قوله رحمه الله: «باب: الكف عن ذكر مساوئ
الأموات»، الكف عن ذكر مساوئ الأموات، يعني: ذكر معائبهم بعد موتهم، وذلك
لأمرين علل بهما النبي صلى الله عليه وسلم:
الأمر الأول: أنهم
أفضوا إلى ما عملوا، وسيجازيهم الله بأعمالهم.
والأمر الثاني: أن
هذا يسيء إلى أقاربهم، تؤذون الأحياء، يسيء هذا إلى أقاربهم، ودين الإسلام جاء بكف
الأذى عن الأحياء والأموات، وهذا إذا لم يكن في ذكر معائبهم فائدة.
أما إذا كان فيه
فائدة؛ كأن يكونوا أصحاب بدعة، ويخشى أن يقتدي بهم، فإنه ينبه على ذلك، لا من باب
سبهم، وإنما من باب النصيحة للمسلمين؛ بأن يذكر ما عندهم من البدع والمخالفات؛ حتى
لا يقتدى بهم في ذلك.
«لاَ تَسُبُّوا الأَْمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إلَى مَا قَدَّمُوا» أفضوا إلى دار الجزاء عند الله جل وعلا، فالله يتولاهم؛ إن شاء غفر لهم، وعفا عنهم، وإن شاء عذبهم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1393).
الصفحة 1 / 576
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد