×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الرابع

وَعَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ وَضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ وَحَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالُوا: «إذَا سُوِّيَ عَلَى الْمَيِّتِ قَبْرُهُ، وَانْصَرَفَ النَّاسُ عَنْهُ، كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُقَالَ لِلْمَيِّتِ عِنْدَ قَبْرِهِ: يَا فُلاَنُ قُلْ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، يَا فُلاَنُ قُلْ: رَبِّي اللَّهُ، وَدِينِي الإِْسْلاَمُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَنْصَرِفُ» ([1]). رَوَاهُ سَعِيدٌ فِي سُنَنِهِ.

 

وأما المرتاب، فيقول: ها ها لا أدري؛ من ربك؟ ها ها لا أدري، ما دينك؟ ها ها لا أدري، من نبيك؟ ها ها لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته. كان يقول هذا الكلام في الدنيا من غير إيمان ومن غير اعتقاد، وإنما يقلد الناس فقط، وهذا هو المرتاب - والعياذ بالله - ! فينادي منادٍ: «أَنْ كَذَبَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ»، ويضيق عليه في قبره، حتى تختلف أضلاعه - والعياذ بالله - ([2]).

فالموقف هائل وشديد، يقول الله جل وعلا: ﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ هذا في القبر﴿وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ [إبراهيم: 27].

قوله رحمه الله: «وَعَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ وَضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ وَحَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالُوا: «إذَا سُوِّيَ عَلَى الْمَيِّتِ قَبْرُهُ، وَانْصَرَفَ النَّاسُ عَنْهُ، كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُقَالَ لِلْمَيِّتِ عِنْدَ قَبْرِهِ: يَا فُلاَنُ قُلْ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ»»، هذه مسألة التلقين بعد الدفن، وهي مسألة مختلف فيها.


الشرح

([1])التلخيص الحبير لابن حجر (2/311).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4753)، وأحمد رقم (18534).