×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 فكل هذا شرك وضلال، يستتاب صاحبه، فإِنْ تاب، وإلا، قُتل، فإِنَّ اللَّه سبحانه وتعالى إِنَمَّا أرسل الرسل وأنزل الكُتب ليُعبد وَحْدَهُ لا شريك له ولا يدعى معه إله آخر، والذين يدعون مع اللَّه إلها آخر مثل المسيح والملائكة.... والأصنامُ لَمْ يكُونوا يعتقدون أنَّها تخلق الخلائق أو تنزل المطر أو تنبت النبات، وإِنَمَّا كانوا يعبدونهم أو يعبدون قبورهم أو يعبدون صورهم ويقولون: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزُّمَر: 3] ، ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللَّه، فبعث اللَّه سبحانه رسله تنهى أَنْ يدعى أحدٌ مِنْ دونه، لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة..». انتهى كلام الشيخ رحمه الله .

وبه يتَّضح كشف شبهة هؤلاء القبوريين، الذين يبررون فعلهم هذا بأنَّهم لا يعتقدون في الأولياء مشاركة اللَّه في الخلق والرزق والإحياء والإماتة، وإِنَمَّا يعتقدون فيهم أنَّهم وسائط بينهم وبين اللَّه في قضاء حاجاتهم وتفريج كُربَتِهم، وهي نفس الشُّبَهِة التي قالها مشركو الجاهلية، كما ذكرها اللَّه في كتابه وأبطلها.

والواقعُ أنَّ شرك هؤلاء المتأخرين زاد على شِرك الجاهلية، فصاروا يهتفون بأسماء هؤلاء الأموات في كل مناسبةٍ، ولا يذكرون اسم اللَّه إلا قليلا، وإِنَمَّا يجري على ألسنتهم اسم الولي دائمًا، والأوَّلون كانوا يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، وهؤلاء شركهم دائم في الرخاء والشدة، كما قال الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله :

وَكَمْ هَتَفُوا عِنْدَ الشَّدَائِدِ بِاسْمِهَا **** كَمَا يَهْتِفُ المُضْطَّرُ بَالصَّمَدِ الفَرْدِ

فيا علماء المسلمين، أنتم المسئولون عن هذه القطعان الضائعة والتائهة في الضَّلال.


الشرح