×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم عن التصوير بجميع أنواعه، ونهى عنه، وتوعد مِنْ فعله بأشد الوعيد ([1]) وأمر بطمس الصور وتغييرها ([2])، لأَنَّ التصوير فيه مضاهاة لخلق اللَّه عز وجل الذي انفرد بالخلق، فهذا الإنسان المصور يحاول أَنْ يضاهي اللَّه عز وجل فيما انفرد به مِنْ الخلق، ولأَنَّ التصوير وسيلة مِنْ وسائل الشرك، فأول حدوث الشرك في الأرض كان بسبب التصوير، لما زين الشيطان لقوم نوح تصوير الصالحين، ونصب صورهم على المجالس لأجل تذكر أحوالهم والاقتداء بهم في العبادة، حتى آل الأمر إلى عبادة تلك الصور، واعتقاد أنَّها تنفع وتضر مِنْ دون اللَّه.

فالتصوير هو: منشأ الوثنية، لأَنَّ تصوير المخلوق تعظيم له وتعلق به في الغالب، خصوصًا إذا كان المصور له شأن مِنْ سلطة أو علم أو صلاح، وخصوصًا إذا عظمت الصورة بنصبها على حائط أو إقامتها في شارع أو ميدان، فإنَّ ذلك يؤدي إلى التعلق بها مِنْ الجهَّال وأهل الضلال، ولو بعد حين، ثم هذا أيضًا فيه فتح باب لنصب الأصنام والتماثيل التي تُعْبَد مِنْ دون اللَّه.

·       وسأورد الأحاديث الصحيحة الصريحة في هذا الموضوع مع التعليق عليها بما تيسر:

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قَالَ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم : «قال اللَّه تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟؛ فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أو لْيَخْلُقُو شَعِيْرةً» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5950)، ومسلم رقم (2109).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (969)

([3])  أخرجه: البخاري رقم (5953)، ومسلم رقم (2111).