×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وَنَهَى أَنْ يُزَادَ عَلَيْهَا غَيْر تُرَابها، كما رَوَىَ أبو داود عَن جَابِرِ أيضًا أَنْ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تُجَصَّصَ الَقْبُر، أَوْ يُكْتَبَ عَلَيْهِ أَو يُزَادَ عَلَيْهِ. وَهَؤُلاء يزيدون عليها الآجِر والجِصَّ وَالأحْجَارَ. قَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيُ: كَانُوا يَكْرَهُوْنَ الآجِرَ عَلَى قُبُوْرِهِمْ.

والمقصود أَنَّ هؤلاء المُعُظمين للقُبُور، المتخذين لها أعيادًا، المُوقدين عَلَيْها السُّرج، الذين يَبْنُونَ عَلَيْهَا المساجد والِقَبابِ، مُناقِضُونَ لَمِا أَمَر بِه رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ، محادون لما جاء به.

وأعظم ذلك اتخاذها مساجد، وإيقاد السُّرُج عليها، وهو مِنْ الكبائر..». انتهى كلام ابن القيم رحمه الله في وصف ما أحدثه عباد القبور في زمانه، وقد زاد الأمر بعده وتطوَّر إلى أشد وأشنع، واعْتُبِرَ مَن ينكر ذلك شاذا متشددًا منتقصًا لحق الأولياء...

ومِنْ العجب أنَّهم يغارون لتنقُّص حقِّ الأولياء، حيث اعتبروا ترك عبادتهم تنقُّصا لهم، ولا يغارون لتنقص حق اللَّه بالشرك الأكبر، ولا يغارون لتنقص رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمخالفة سنته، فلا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.

8- الغلو في حَقِّهِ صلى الله عليه وسلم : لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في تعظيمه ومدحه، وغيره مِنْ باب أولى، لأَنَّ ذلك يؤدي إلى إشراك المخلوقين في حق الخالق سبحانه وتعالى .

ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه، كما قال صلى الله عليه وسلم : «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» ([1]). والإطراء هو مجاوزة الحد في مدحه،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3445).