بقي أَنْ يقال: هل يجوز أَنْ يقال للمخلوق: سيد؟
قال العلامة ابن القيم: «اختلف الناس في جواز إطلاق
السيد على البشر، فمنعه قوم، ونُقل عن مالك، واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه
وسلم لما قيل له: يا سيدنا، قال:
«السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى». وجوزه قوم، واحتجوا بقول النبي
صلى الله عليه وسلم للأنصار: «قُومُوا
إِلَى سَيِّدِكُمِ»، وهذا أصح مِنْ الحديث الأول». ا. هـ.
قال الشارح: «وأما
استدلالهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمِ»، فالظاهر أَنَّ النبي صلى الله عليه
وسلم لم يواجه سعدًا به، فيكون في هذا المقام تفصيل». ا. هـ.
وكأنَّه يقصد بالتفصيل أنَّه لا يجوز أَنْ يُوَاجَه الإنسان
ويُقَال له: يا سيد، مِنْ باب المدح، ويجوز أَنْ يقال هذا في حقه إذا كان غائبًا
وكان ممَّنْ يستحق هذا الوصف جمعا بين الأَدِلَّة. واللَّه أعلم.
9- الغلو في الصالحين: إذا كان الغلو في حقه صلى
الله عليه وسلم ممنوعًا، فالغلو في حق غيره مِنْ الصالحين مِنْ باب أَوْلَى.
والمراد بالغلو في الصالحين: رفعهم فوق منزلتهم
التي أنزلهم اللَّه إلى ما لا يجوز إلا للَّه، مِنْ الاستغاثة بهم في الشدائد،
والطواف بقبورهم، والتبرك بتربتهم، وذبح القرابين لأضرحتهم، وطلب المدد منهم.
وقد أدخل الشيطان الشرك على قوم نوح مِنْ باب الغلو في الصالحين، فيجب الحذر مِنْ ذلك، وإِنْ كان القصد حسنًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد