×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 كان دليلاً على ضعف الإيمان، واللَّه تعالى في مواضع مِنْ كتابه يجمع بين التَّوكُل والعبادة، وبين التَّوَكُّل والإيمان، وبين التَّوَكُّل والتقوى، وبين التَّوكُل والإسلام، وبين التَّوَكُّل والهداية، فظهر أَنَّ التَّوَكُّل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان لجميع أعمال الإسلام، وأَنْ منزلته منها كمنزلة الرأس مِنْ الجسد، فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن، فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته وأعماله إلاّ على ساق التَّوَكُل».

وقد جعل اللَّه التوكل عليه مِنْ أبرز صفات المؤمنين، فقال سبحانه وتعالى :  ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفَال: 2] ، أي: يعتمدون عليه بقلوبهم، فلا يرجون سواه. وفي الآية وصف المؤمنين حقا بثلاثة مقامات مِنْ مقامات الإحسان، وهي: الخوف، وزيادة الإيمان، والتَّوَكُّل على اللَّه وحده.

والتَّوَكُّل على اللَّه سبحانه لا ينافي السعي في الأسباب والأخذ بها، فإِنَّ اللَّه سبحانه وتعالى قدر مقدورات مربوطةً بأسباب، وقد أمر اللَّه تبارك وتعالى بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل، فالأخذ بالأسباب طاعةً للَّه، لأنَّ اللَّه أمر بذلك، وهو مِنْ عمل الجوارح، والتَّوَكُّل مِنْ عمل القلب، وهو إيمانٌ باللَّه.

قال اللَّه تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذۡرَكُمۡ [النِّسَاء: 71] وقال تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ [الأنفَال: 60] ، وقال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ [الجُمُعَة: 10].


الشرح