قال بعض العلماء: «مَن
طَعَن في الحركة - يعني: في السَّعْي والكَسْبِ والأخْذِ بالأسْبَاب- ، فقد طَعَن
في السُّنَّة، ومَن طعن في التَّوَكُل، فقد طَعَنَ في الإيمان».
قال الإمام ابن رجب رحمه الله : «والأعمال التي يعملها
العبد ثلاثة أقسام:
أحدها: الطَّاعات التي أمر اللَّه
بها عباده وجعلها سببا للنجاة مِنْ النَّار ودُخُول الجنَّة، فهذا لا بد مِنْ فعله
مع التَّوَكُّل على اللَّه فيه والاستعانة به عليه، فإنَّه لا حول ولا قوة إلا به،
وما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فمَنْ قصر في شيء مِنْ ذلك، استحق العقوبة في
الدنيا والآخرة قدرًا وشرعًا.
قال يوسف بن أسباط: يُقَال: «اعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ لا
يُنَجَّيْهِ إلاَّ عَمَلُه، وَتوَكَّل تَوَكُّل رَجُلٍ لاَ يُصِيْبُه إلاَّ مَا
كُتِبَ لَهُ».
والثاني: ما أجرى اللَّه العادة به في الدنيا وأمر عباده بتعاطيه، كالأكل عند الجوع، والشُّرْب عند العطش، والاستظلال مِنْ الحَرِّ، والتدفئة مِنْ البَرْد... ونحو ذلك، فهذا أيضًا واجبٌ على العبد تعاطي أسبابه، ومَن قَصَّرَ فيه حتى تَضَرَّر بتركه مع القدرة على استعماله، فهو مفرطٌ يستحق العقوبة، لكن اللَّه سبحانه وتعالى يقوِّي بعض عباده مِنْ ذلك على ما لا يقوي عليه غيره، فإذا عمل بمقتضى قوَّته التي اختَصَّ بها عن غيره، فلا حرج عليه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يواصل في صيامه، وينهى عن ذلك أصحابه، ويقول لهم: «إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى» ([1]) وقد كان كثير مِنْ السلف لهم مِنْ القوة على ترك الطعام والشراب ما ليس لغيرهم، فمَن كان له قوة،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1922)، ومسلم رقم (1102).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد