×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : «المسألة الخامسة: تغير الأحوال إلى هذه الغاية، حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال، وتسمِّى الولاية، وعبادة الأحبار هي العلم والفقه، ثم تغيرت الحال إلى أَنَّ عبد مِنْ دون مَنْ ليس مِنْ الصالحين، وعبد بالمعنى الثاني مَنْ هو مِنْ الجاهلين..». انتهى.

ومِنْ اتخاذ الأحبار والرهبان أربابًا طاعة علماء الضلال فيما أحدثوه في دين اللَّه مِنْ البدع والخرافات والضلالات، كإحياء أعياد الموالد والطرق الصوفية والتوسل بالأموات ودعائهم مِنْ دون اللَّه، حتى إِنَّ هؤلاء العلماء الضالين شرعوا ما لم يأذن به اللَّه، وقلدهم فيه الجهال السُذَّج، واعتبروه هو الدين، ومَن أنكره ودعا إلى اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم اعتبروه خارجًا مِنْ الدين، أو أنَّه يبغض العلماء والصالحين،، فعاد المعروف منكرا والمنكر معروفًا، والسُّنَّة بدعة والبدعة سُّنّة، حتى شّبَ على ذلك الصغير وهرم عليه الكبير، وهذا مِنْ غربة الدين وقلة الدعاة المصلحين، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.

وإذا كان لا يجوز اتباع أئمة الفقه المجتهدين فيما أخطئوا فيه مِنْ الاجتهاد مع أنَّهم معذورون ومأجورون فيما أخطئوا فيه مِنْ غير قصد - إلا أنَّه يحرم اتباعهم على الخطأ- ؟ فكيف لا يحرم تقليد هؤلاء المضللين والدجالين الذين أخطئوا فيما لا يجوز الاجتهاد فيه - وهو أمر العقيدة- ، لأَنَّ العقيدة توقيفية، تتوقف على النصوص؟، ولكن الأمر كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَلَئِن جِئۡتَهُم بِ‍َٔايَةٖ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُبۡطِلُونَ ٥٨ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ ٥٩ [الرُّوم: 58-59] ،


الشرح