واللَّعِب ضدُّ الجد،
فأخبرهم اللَّه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أَنَّ عُذْرَهُم هذا لا يغني
مِنْ اللَّه شَيْئًا، وأنَّهم كفروا بعد إيمانهم بهذه المقالة التي استهزءوا بها،
ولم يقبل اعتذارهم بأنَّهم لم يكونوا جادين في قولهم، وإِنَمَّا قصدوا اللعب، ولم
يزد صلى الله عليه وسلم في إجابتهم على تلاوة قول اللَّه تعالى: ؛ ﴿أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ
وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ﴾ لأَنَّ هذا لا
يدخله المزح واللعب، وإِنَمَّا الواجب أَنْ تُحْتَرَمَ هذه الأشياء وَتُعَظَّم،
وليخشع عند آيات اللَّه إيمانا باللَّه ورسوله وتعظيمًا لآياته، والخائض اللاعب
متنقصٌ لها.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : «القول الصريح
في الاستهزاء هذا وما شابهه، وأما الفعل الصريح، فمثل مدُّ الشفة وإخراج اللسان
ورمز العين وما يفعله كثير مِنْ الناس عند الأمر بالصلاة والزكاة، فكيف بالتوحيد؟»
انتهى.
ومثل هذا الاستهزاء بالسُّنَّةِ الثابتة عن رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم كالذي يستهزئ بإعفاء اللِّحى وقَصَّ الشوارب، أو يستهزئ
بالسواك، أو غير ذلك، وكالاستهزاء بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال ابن إسحاق: «وقد كان جماعة مِنْ المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بني أمية بن زيد بن عمرو بن عوف، ورجل مِنْ أشجع حليف لبني سلمة يقال له: مَخْشِي بن حُمِيِّر يشيرون إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض: أَتَحَسَبُون جَلاد بَنِي الأَْصْفَرِ كقتال العرب بعضهم بعضًا؟ واللَّه، لكأنا بكم غبرًا مقرَّنين في الحبال، إرجافًا وترهيبًا للمؤمنين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد