فاسمعوا يا ذوي الحجا ما
أُبيِّنُ مِنْ جهل هؤلاء المعطلة:
أقول: وَجَدْتُ اللَّه وَصَفَ
نفسهُ في غير مَوضع مِنْ كِتابه، فَأَعْلم عِبادهُ المؤمنين أنَّه سمِيْعٌ بصيرٌ،
فقال: ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾
[الشّورى: 11] ، وَذَكَر عز وجل الإِنسان، فقال: ﴿فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا﴾ [الإنسَان: 2].
وأعلمنا جل وعلا أنَّه يرى،
فقال: ﴿وَقُلِ
ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ و﴾ [التّوبَة: 105] ، وقال
لموسى وهارون عليهما السلام: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ﴾ [طه: 46] ، فأعلم عز وجل
أنَّه يرى أعمال بني آدم، وأَنَّ رسوله وهو بشر يرى أعمالهم أيضًا، وقال: ﴿أَلَمۡ
يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ مُسَخَّرَٰتٖ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ﴾ [النّحل: 79] ، وبنو آدم
يرون أيضًا الطير مسخرات في جو السماء.
وقال عز وجل : ﴿وَٱصۡنَعِ
ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا﴾ [هُود: 37] ، وقال: ﴿وَٱصۡبِرۡ
لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ﴾
[الطُّور: 48] ، فَثَبَّت رَبُنا لِنفسِه عَيْنًا، وَثَبَّت لبني آَدَمَ
أْعُينَا، فقال: ﴿تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ﴾ [المَائدة: 83] ، فقد أخبرنا
ربنا أَنَّ له عَيْنًا، وزأَنَّ لبني آدم أَعْيُنًا.
وقال تعالي لإبليس لعنه
اللَّه: ﴿مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ﴾ [ص: 75] ، وقال: ﴿بَلۡ يَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيۡفَ يَشَآءُۚ﴾ [المَائدة: 64] ، فثبت ربنا جل وعلا لنفسه
يَدَيْنِ، وخبرنا أنَّ لبني آدم يَدَيْنِ.
أفيلزم عند هؤلاء الفسقة أنَّ
مَن يثبت ما ثّبَتُه اللَّه في هذه، أنَّ يكون مُشبها خالقهُ بخلقهِ؟، حاش للَّه
أنْ يكون هذا تشبيها كما ادعوا لجهلهم بالعلم..». انتهى كلامه.
هذا مما رَدَّ به إمام الأئمة محمد بن خُزَيمْة على الجهمية وتلاميذهم، وهو ردٌ مفحمٌ، لا يستطيعون الإجابة عنه.