وقد رد عليهم أيضًا كبار
الأئمة مِنْ أمثال الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم، ولا تزال
ردودهم والحمد للَّه بأيدي أهل السُّنَّة والجماعة.
ونسوق مِنْ ذلك نموذجًا مِنْ رد شيخ الإسلام ابن تيمية
على طائفة مِنْ هؤلاء زعمت أَنَّ النصوص التي وَرَدَت في الكتاب والسُّنَّة في
صفات اللَّه عز وجل هي مِنْ قبيل المتشابه الذي استأثر اللَّه بعلمه ولا يعلم
معناه إلا هو، فهذه النصوص بزعمهم ليست على ظاهرها، لأَنَّ ظاهرها عندهم التشبيه،
بل لها معنى لا يعلمه إلا اللَّه، فيفوضون معناها إلى اللَّه، ويزعمون أَنَّ هذه
طريقة السلف، وقد كذبوا على السلف، ونسبوا إليهم ما هم براء منه، لأَنَّ عقيدة
السلف إثبات صفات اللَّه عز وجل كما دل عليها الكتاب العزيز والسُّنَّة النبوية،
وأنَّها على ظاهرها، ويفسرون معناها على ما يليق بجلال اللَّه، ولا يفوضونها، بل
وهي عندهم مِنْ المحكم لا مِنْ المتشابه.
قال رحمه الله : «وأما على قول أَكَابِرهم - يعني: نفاة الصفات- إنَّ معاني هذه النصوص لا يعلمه إلا اللَّه، إِنَّ معناها الذي أراده اللَّه بها هو ما يوجب صرفها عن ظواهرها، فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل اللَّه عليهم مِنْ هذه النصوص ولا الملائكة ولا السابقون الأولون، وحينئذ فيكون ما وصف اللَّه به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف اللَّه به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد