×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 إلى أَنْ قال رحمه الله : «وَمَعْلُومٌ أنَّ هذا قدحٌ في القرآن والأنبياء إذا كان اللَّه أنزل القرآن وأخبر أنَّه جعله هدى وبيانا للناس، وأمر الرسول أَنْ يبلغ البلاغ المبين، وأنْ يُبَيِّنَ للناس ما نُزل إليهم، وأمر بَتَدبُّر القرآن وعقله، ومع هذا، فأشرف ما فيه- وهو ما أخبر به الرب عن صفاته أو عن كونه خالقا لكل شيء وهو بكل شيء عليم، أو عن كونه أمر ونهى ووعد وتوعد، أو ما أخبر به عَن اليوم الآخر - لا يعلم أحد معناه، فلا يعقل، ولا يتدبر، ولا يكُون الرَّسُول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلَّغ البلاع المبين».

وقال رحمه الله نافيًا هذا القول عن السلف: «وأما إدخال أسماء اللَّه وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي استأثر اللَّه بعلم تأويله، فنقول: ما الدليل على ذلك؟ فإنِّي ما أعلم عن أحد مِنْ سلف الأمة ولا مِنْ الأئمة ولا أحمد بن حنبل ولا غيره أنَّه جعل ذلك مِنْ المتشابه الداخل في هذه الآية، يعني: قوله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ [آل عِمرَان: 7] الآية، ونفى أَنْ يعلم أحدٌ معناه، وجعلوا أسماء اللَّه وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يُفْهَم، وإنَّما قالوا كلمات لها معانٍ صحيحةٍ، قالوا في أحاديث الصفات: تُمَرُّ كما جاءت، ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها، التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلَّت عليه، ونصوص أحمد والأئمة قبله بيِّنة في أنَّهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية، ويقرون النصوص على ما دلت عليه مِنْ معناها، فهذا اتفاق مِنْ الأئمة على أَنََّّهم يعلمون معنى هذا، وأَنْ لا يسكت عن بيانه وتفسيره، بل يبين ويفسَّر باتفاق الأئمة مِنْ غير تحريف له عن مواضعه أو إلحاد في أسماء اللَّه وآياته».


الشرح