×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وقول الخليل عليه السلام : ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ  [إبراهيم: 41] ، وقوله: ﴿وَٱلَّذِيٓ أَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لِي خَطِيٓ‍َٔتِي يَوۡمَ ٱلدِّينِ [الشُّعَرَاء: 82].

وقول موسى:  ﴿أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۖ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡغَٰفِرِينَ ١٥٥ وَٱكۡتُبۡ لَنَا فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِنَّا هُدۡنَآ إِلَيۡكَۚ[الأعرَاف: 155-156] ، وقوله: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي فَٱغۡفِرۡ لِي [القَصَص: 16] وقوله:  ﴿فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ[الأعرَاف: 143].

وقوله تعالى عن داود:  ﴿فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩ ٢٤ فَغَفَرۡنَا لَهُۥ ذَٰلِكَۖ وَإِنَّ لَهُۥ عِندَنَا لَزُلۡفَىٰ وَحُسۡنَ مَ‍َٔابٖ ٢٥[ص: 24-25].

وقوله تعالى عن سليمان: ﴿قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ [ص: 35].

وأما يوسف الصديق عليه السلام ، فلم يذكر اللَّه عنه ذنبًا، فلهذا لم يذكر اللَّه عنه ما يناسب الذنب مِنْ الاستغفار، بل قال: ﴿كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ  [يُوسُف: 24] ، فأخبر أنَّه صرف عنه السوء والفحشاء، وهذا يدل على أَنَّه لم يصدر منه سوء ولا فحشاء، وأما قوله: ﴿وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ  [يُوسُف: 24] ، فالهمّ: اسم جنس تحته نوعان، كما قال الإمام أحمد: الهمّ نوعان: همُّ خطرات، وهمُّ إصرار وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : «أَنَّ العَبْد َإِذَا هَمَّ بِسَيَّئَةٍ، لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْه، وَإِذَا تَرَكَها، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبتْ لَهُ سِيِّئةٌ وَاحِدَةٌ» ([1])، وإِنْ تركها مِنْ غير أَنْ يتركها للَّه، لم تكتب له حسنة ولا تكتب عليه سيئة،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6491)، ومسلم رقم (131).