×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

ويكون المهدي مِنْ أصحابه وأتباعه كسائر أصحاب المهدي». انتهى كلام السفاريني رحمه الله .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «وعيسى حي في السماء لم يمت بعد، وإذا نزل مِنْ السماء، لم يحكم إلا بالكتاب والسُّنَّة، لا بشيء يخالف ذلك».

وقال أيضًا: «عيسى عليه السلام حيٌّ، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدَلاً، وإِمَامًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ».

وثبت في الصحيح عنه: «أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَى الَمَناَرةِ البْيضَاءِ شَرْقِ دِمِشْقَ وَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ». ومِنْ فارقت روحه جسده، لم ينزل جسده مِنْ السماء، وإذا أحيي، فإنَّه يقوم مِنْ قبره.

وأما قوله تعالى: ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ [آل عِمرَان: 55] ، فهذا دليلٌ على أَنَّه لم يعن بذلك الموت، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين، فإِنَّ اللَّه يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء، فعلم أَنْ ليس في ذلك خاصية، وكدلك قوله: ﴿وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ  [آل عِمرَان: 55] ، ولو كان قد فارقت روحه جسده، لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره مِنْ الأنبياء.

وقد قال تعالى في الآية الأخرى:  ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا ١٥٧ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ[النِّسَاء: 157-158]، فقوله هنا: ﴿بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ [النِّسَاء: 158] ، يبين أنَّه رفع بدنه وروحه، كما ثبت في الصحيح أنَّه ينزل بدنه وروحه، إذ لو أريد موته لقال: وما قتلوه وما صلبوه بل مات.


الشرح