وعلى العبد مع هذا أَنْ يحاسب نفسه ويصحح أخطاءه، فإنَّه
لا يصيبه شيء إلا بسبب ذنوبه، قال تعالى: ﴿وَمَآ
أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ﴾ [الشّورى: 30] .
ومِنْ ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر الثبات عند مواجهة
الأزمات، واستقبال مشاق الحياة بقلب ثابت ويقين صادق لا تزلزله الأحداث ولا تهزه
الأعاصير، لأنَّه يعلم أَنَّ هذه الحياة دار ابتلاء وامتحان وتقلب، كما قال تعالى:
﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ
لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾ [المُلك: 2] ، وقال
تعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ
حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ﴾ [محَمَّد: 31] .
كم جرى على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته
مِنْ المحن والشدائد، لكنهم واجهوها بالإيمان الصادق والعزم الثابت حتى اجتازوها
بنجاح باهر، وما ذاك إلا لإيمانهم بقضاء اللَّه وقدره، واستشعارهم لقوله تعالى: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا
مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [التّوبَة: 51] .
ومِنْ ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر تحويل المحن إلى
منح، والمصائب إلى أجر، كما قال تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ
مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ
قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [التّغَابُن: 11] .
قال علقمة: «هُوَ
الرَّجُلُ تُصِيْبَه المُصِيْبَة، فَيَعْلَمَ أنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ،
فَيَرْضَى وَيُسَلِّم».
ومعنى الآية الكريمة: مَِنْ أصابته مصيبةٌ، فعلم أنَّها مِنْ قدر اللَّه، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء اللَّه، هدى اللَّه قلبه، وعوضه عما فاته مِنْ الدُّنْيَا هدًى في قلبه ويقينًا صادقًا، وقد يخلف اللَّه عليه ما كان أخذ منه أو خيرًا منه، وهذا في نزول المصائب الَّتِيْ هي مِنْ قضاء اللَّه وقَدَرِه،