×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

قوله: «ويُعظِّمونهم تعظيم من يَملك الضرَّ والنفعَ» فإذا احتاجوا أو وَقَعُوا في شِدَّةٍ فإنهم يُنادُون الحسنَ والحسين وعليًّا وعبد القادر والشاذلي والبدوي وغيرهم! فهم ينادونهم إذا وَقَعُوا في شِدةٍ أو احتاجوا إلى شيءٍ، هذا هو الشرك الأكبر، وإن سَمَّوْهُ تَوَسُّلاً فهو الشرك الأكبر وليس تَوَسُّلاً، وهو من جنس شِرك المشركين الأولين، لا فَرْقَ بينهم وبين شِرْكِ أبي جهلٍ وأبي لهبٍ.

قوله: «ويَخضعون لهم خضوعًا زائدًا»؛ ولهذا في كل بلدٍ من هذه البلدان قبورٌ يَلجأون إليها ويَدْعُونها، ومن جاء من تلك الجهات يَعلم ماذا يَحصُل عند القبور من العبادات للأموات، والتقرب إليهم، مثل ما كان يَحدُث عند اللات والعزى ومناة، لا فَرْقَ، وهم يقولون: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، ويَتناقضون، يقولون: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، ثم يَتَّخِذون آلهةً مع الله، أين قول: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»؟!

قوله: «على خضوعهم عند وقوفهم بين يدي ربهم في الصلاة والدُّعَاء»؛ أي: خضوعًا زائدًا على الخضوع بين يدي الله؛ يَخشعون عند القبر أكثر مما يَخشعون في المساجد، وبين يدي الله سبحانه وتعالى، في المساجد لا تَدمع أعيُنُهم ولا يَخشعون، ولكن عند القبور يَخشعون ويَبكون ويَنُوحون.

قوله: «وهذا إذا لم يكن شركًا فلا ندري ما هو الشرك، وإذا لم يكن كفرًا فليس في الدُّنْيَا كفرٌ»، فهذا هو الشرك الواضح؛ وإذا لم يكن كفرًا، فما هو الكفر إلاَّ هذا، مع أنهم يقولون: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، 


الشرح