ومنها: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ
لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ
إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ
أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ فََٔامِنُواْ بِٱللَّهِ
وَرُسُلِهِۦۖ﴾ [النِّسَاء: 171]، وَقَالَ لمن كَانَ يَعبد الملائكة:
﴿وَيَوۡمَ
يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ
يَعۡبُدُونَ ٤٠قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ
يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ٤١﴾ [سَبَأ: 40- 41].
****
مِثْل
قوم نُوح، قَالُوا: ﴿لَا
تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسۡرٗا﴾ [نُوح:
23]، وهذه أَسْمَاء رِجَالٍ صالِحِين، لَمَّا مَاتُوا صَوَّرَهُم لِيَتَذَكَّرُوهم
فيَنشُطُوا عَلَى العِبَادَة؛ ثُمَّ زَيَّنَ لَهُم الشَّيْطَانُ عبَادَةَ هَذِهِ
الصُّوَرِ، فَلاَ فَرْقَ بَين عبَادَة الصَّنَم أو عبَادَة الرَّجُل الصَّالِح،
وَهَذَا فِي القُرْآن الكَرِيم، كما قَالَ جل وعلا: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ
وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ
أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ
سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾
[يُونُس: 18]، هَل الصَّنَم يَشفَع عِنْدَ الله! هَل أَحَدٌ يَشفع عِنْدَ الله
إلاَّ بِإِذْنِهِ؟ وهل الشَّافِع يُعبَد من دون الله؟ ويُذبَح لَهُ ويُنذَر لَهُ
ويُتقَرَّبُ إِلَيْهِ؟ فَهَذَا أَمْرٌ وَاضِحٌ عَلَى أن هَذِهِ حُجَّةٌ داحضةٌ، وَمَعَ
هَذَا يُكرِّرونها ويُردِّدونها، وهذه هِيَ أوائل الشُّبَه الَّتِي أَجَابَ
عَنْهَا شَيْخُ الإِسْلاَم مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الوَهَّاب رحمه الله فِي كِتَاب: «كَشْفِ الشُّبُهَاتِ»، فَلاَ تَنفعهم
إِذا رَدَّدُوها.
قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ فََٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ﴾ [النِّسَاء: 171]، وَقَوْله: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ