وَوَقَعَ - أَيْضًا - لمن تَصَدَّى لِمَدْحِ
نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَلِمَدْحِ الصَّالِحِينَ والأئمة الهادِين ما لا
يأتي عَلَيْهِ الحَصْرُ، ولا يَتعَلَّق بالاستكثار مِنْهُ فَائِدَةٌ.
فَلَيْسَ المراد
إلاَّ التَّنْبِيه والتحذير: ﴿لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ
أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ﴾ [ق: 37]، ﴿وَذَكِّرۡ
فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الذَّارِيَات:
55]، ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغۡ
قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ
أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ﴾ [آلَ عِمْرَانَ: 8].
****
يُطالِبون
بإزالة هَذَا مِن كُتُب المقرَّرات فِي المَدارس، فيطالِبون بإزالة كُتُب
العَقِيدَة من المناهج فِي المدارس، وَمِنْهُم مَن وَصَفَ «الدُّرَرَ السَّنِيَّة فِي الأجوبة النَّجدية» بِأَنَّهَا مِن كُتُب
الإرهاب، وَهُنَاكَ جماعاتٌ وَجَمَاعَةٌ تُخلِي مناهجَها من الدَّعْوَة إِلَى
التَّوْحِيد؛ لأَِنَّهَا تُنفِّر النَّاسَ بِزَعمِهم وَهُم قَصدُهم التجميع فَقَط.
قَوْله:
«وَقَد وَقَعَ فِي البُرْدَة والهمزية
شَيْءٌ كَثِيرٌ من هَذَا الجِنْس»، البُرْدَة والهمزية للبوصيري، ذَكَرَ فِي
الهمزية نموذجًا مِمَّا قَالَ فِيهَا:
كَيْفَ تَرْقَى رُقِيَّكَ الأَنْبِيَاءُ **** يَا سَمَاء
مَا طَاوَلَتْهَا سَمَاءُ
إِلَى
آخِرِهَا، كلها شركٌ مِثْل البُرْدَة أو أَشَدُّ، وَقَد جَاءَ مَن نَظَمَ عَلَى
نَهْجِ البُرْدَة ونهج الهمزية، مِثْل أَحْمَد شوقي وغيره، فَهَذَا مَعْنَاه
تأييدٌ وإحياءٌ لهذه القصائد الشركية، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
قَوْله: «وَوَقَعَ أَيْضًا لِمَن تَصَدَّى لِمَدْح نَبِيّنَا صلى الله عليه وسلم
وَلِمَدْح الصَّالِحِينَ والأئمة الهادين ما لا يأتي عَلَيْهِ الحَصْر»، ويكفي
فِي مَدْحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بما مَدَحَهُ الله به، أنه عَبْدُ اللهِ
ورسولُهُ، وأنه بَلَّغَ الرِّسَالَةَ