القلب، وتَمَكَّنَت صَعُبَ اجتثاثها، ولو
تَعَلَّمَ الإِنْسَان ولو صَارَ ما صَارَ فِي المَرتَبَة العِلْمِيَّة، لا يَنفَعه
هَذَا، وَلِذَلِكَ يَقُولُونَ: فلان دكتور، فلان ذُو مرتبة عالية فِي التَّعْلِيم
وفي التَّعْلِيم، وَهُوَ يزاوِل هَذِهِ الأُمُور ويدعو إِلَيْهَا؛ فَهَذَا الَّذِي
ضَلَّلَ النَّاسَ، لا سيما وأن هَؤُلاَءِ - أي: عُلَمَاء الضَّلاَل - يُدَرِّسون
النَّاسَ فِي المَسَاجِد، ويُدَرِّسون فِي الجامعات وهم أهل ضَلاَل وَعَقَائِد
بَاطِلَة، فَهَذَا مِمَّا يَغُرُّ النَّاسَ؛ فَيَجِب أن يَبعد هَؤُلاَءِ عَن
التدريس فِي المَسَاجِد والمدارس ويُجعل بَدَلَهم مُدرِّسون صالحون فِي دِينهم
وَعَقِيدَتهم.
قَوْله:
«وَإِذَا سَمع من يَقُول ذَلِكَ أَنكَرَه
ونَبَا عَنْهُ سَمعُه، وضاق به ذَرعُه»، إِذا سَمِع من يُحذِّر من هَذَا، فإنه
لا يَلتَفِت إِلَيْهِ؛ لأَِنَّ اللهَ أَضَلَّهُ، ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ﴾ [الصَّفّ: 5]، فالإنسان إِذا زَاغَ وتمكن الضَّلاَل من
قلبه فَلاَ حيلة فيه، فَهَذَا مِمَّا يوجِب عَلَى ولاة أُمُور المُسْلِمِينَ أن
يمنعوا هَذِهِ الأُمُور، وأن يبادروا فِي حَسمِها: بِالقَوْلِ وبالفعل، بِالقَوْلِ
هَذَا عَلَى كل عالِمٍ، وبالفعل عَلَى من كَانَ لَهُ سلطة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد