فإن أَنكَرْتَ هَذَا فهؤلاء المقلِّدون عَلَى
ظَهْرِ البسيطة قَد مَلَأُوا الأقطارَ الإِسْلاَمِيَّةَ، فاعْمدْ إِلَى أهل كل
مذهب، وانظر إِلَى مَسْأَلَة من مَسَائِل مذهبهم هِيَ مخالِفة لكتاب الله، أو
لسُنَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَرشِدْهم إِلَى الرُّجُوع عَنْهَا
إِلَى ما قاله الله أو رَسُوله، وانظر بما يجيبونك، فما أَظُنُّكَ تَنْجُو مِن
شرهم، ولا تأمن من مَضَرَّتهم، وَقَد يَستَحِلون لِذَلِكَ دَمَكَ ومَالَكَ،
وأَوْرَعُهُم يَستَحِلُّ عِرْضَكَ وعُقُوبَتَكَ، وَهَذَا يكفيك إن كَانَ لك فطانة
سليمة، وفكرة مستقيمة.
****
رأي إمامهم؛ لأن العِبْرَة بِالدَّلِيلِ، هَذَا
منهج شَيْخ الإِسْلاَم مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب، ومن جَاءَ مِنْ بَعْده من
عُلَمَاء هَذِهِ البِلاَد، أَنَّهُم لا يتعصبون للإمام أَحْمَد، فَإِذَا وَجَدُوا
قَوْلاً من المذاهب الأُخْرَى عَلَيْهِ دَلِيل وَاضِح أَخَذُوا به، ولا يَنقُص
هَذَا من قَدْرِ إمامهم، بل إمامهم يَحُثُّ عَلَى اتِّبَاع الدَّلِيل ويَنْهَى عَن
تقليده فِيمَا يخالِف الدَّلِيل.
قَوْله:
«وبالَغُوا وغَلَوْا فجَعَلُوا قَوْله
مُقدَّمًا عَلَى قَوْل الله ورسوله» وهذه نتيجة الغُلُوّ فِي اتِّبَاع من
يقلدونه.
قَوْله: «فإن أَنكَرتَ هَذَا فهؤلاء المقلِّدون...»؛ أي: أَنكَرْتَ ما قُلتَهُ
من الغُلُوِّ فِي التَّعَصُّب فانظر ما يَحصل من المُقَلِّدَة دون رُجُوع إِلَى
الأَدِلَّة، وَلَكِن هَذَا الكَلاَم لَيْسَ لكل أَحَد، فالعامي لا يَعرف الدَّلِيل
فَيَأْخُذ بِقَوْل من أَفتَى مِمَّن يَثِق بِعِلمِه وَدينِه، فيَسأل من يَثِق
بعِلمِه وَدِينه وَيَأْخُذ بِقَوْلِهِ؛ لأنه لا يستطيع أَكْثَر من هَذَا، أَمَّا
العَالم الَّذِي لديه إمكانية فِي مَعْرِفَة الأَدِلَّة ومعرفة الراجح من المرجوح،
فَلاَ يَسَعُه أن