أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ﴾ [الأَعْرَاف: 102]، ﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأَعْرَاف: 187]، فالكثرة لا يُغتَرُّ بها،
وَإِنَّمَا يُتَّبَع من سار عَلَى الدَّلِيل ولو كَانُوا قليلين.
وَنَحْنُ
لا نُكفِّر الأمَّةَ، وَلَكِن نُكفِّر مَن كفَّرَه اللهُ ورسولُهُ، فَدَعَا غير
الله واستغاث بِغَيْر الله، وذَبَحَ لغير الله، وَهَذَا فِي القُرْآن، وَلَيْسَ
شَيْئًا من عِنْدِنَا ولا اجتهادًا من عِنْدِنَا، لا نُكفِّر إلاَّ مَن كَفَّرَه
اللهُ ورسولُهُ وَذَلِكَ بالشرك الأَكْبَر عِنْدَ الأَضْرِحَة والقبور، وإن
كَانُوا أَكْثَر النَّاس، وإن قَالُوا: هَذَا توالت عَلَيْهِ الأجيال، نَقُول:
مهما كَانَ، لا نَتبع من خَالَفَ الدَّلِيل وَأشْرَكَ بالله، ما نَتَّبِعُه ولو
طالت المُدَّة ولو كَثُرَ العدَدُ مِمَّن هُم عَلَى غير دَلِيل من الكتاب والسنة.
قَوْله: «فإن ذَلِكَ ولو كَانَ دَلِيلاً عَلَى الحَقّ لكان ما زَعَمَهُ المقلِّدون المذكورون حَقًّا» لو كَانَ اتِّبَاع هَؤُلاَءِ عُذرًا عِنْدَ الله ما ذَمَّ اللهُ الَّذِينَ ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ﴾ [البَقَرَة: 170]، هَذَا التَّقْلِيد الأَعْمَى الَّذِي ذَمَّهُ اللهُ ورسولُهُ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد